السلامُ عليكُمْ وَرحمةُ اللهِ وَ بركاتُه ..



حديثي هُنا من القَلبِ إلى القَلبْ أتمنى أن تتسعَ لهُ قلوبكم النيّرة ..




نحنُ البشر تلفنا الحياة بأزاهيرَ وأشواك وعلى حدودها يابسَ وماء نعيشُ بها وعليها ,زُرع الإسلام في قلوبنا ونحنُ في السماء قبل َ
أن نصبح أجنّة في أرحامِ الطُهر حيثُ أمهاتنا ,ولدنا بصرخةٍ تضمنُ خفق قلوبنا ومعها ابتسامةَ أُمٍ تنسى كل ما بها في لحظةِ الموتِ تلك ,حينَ
يتلاشى الألم حيثُ نبدأ ,نكبُر يوماً عن يوم وثمةَ بذرة بداخلنا تنمو نحوَ الرّب ورسولهِ وجنتهِ وأشياءَ أُخرى جميلة تتعلقُ بغيبيّات سلّمنا الأيمان بها
بفطرتنا السليمة ,نترقبها ونحنُ في محطة العبور ,نسير على آمالٍ نُعلقها وخطواتٍ ننظمها لتصبح كما نُريد ..
رسائلنا البيضاء نكتبها لمنْ نُحب لنحضى على جمالِ الرضا والإهتمامِ والإشتياق, نسامرُ القمر بضوء وجههِ الساحر نُذيع ما بنا لسموّه,نحتسي قهوةٌ
صباحية مرّه على أنغامٍ فيروزية أدمناها لنبدأ يوماً جديد نرفُل بهِ خلف حُلمنا المعطوب , ندرس, نعمل, نشقى بأنفسنا وأهلينا ,نهذي بواجباتنا وجمعِ
أموالنا وتحقيقِ مطامعنا لنكون الأفضل دائماً يُشار إلينا ببنانِ الإعجاب والإحتفاء ..




حسناً كلُ ذلك ولا ضير فمحطةُ العبور هي سلّمنا المحقق نحو دارٍ أُخرى فيها بصمة وجودِ حتميّة نحنُ من نختارها ,كل ذلك يشملنا
جميعاً لا نختلفُ فيه طالما كان إثباتاً لآدميتنا وانسانيتنا البيضاء ..




ما تحويهِ أناملي هُنا ليس خطاباً دينياً ولا يحوي بين ثناياهُ وعظٌ أو إرشاد فأنا لستُ أهلاً لكلِّ ذلك ,هُنا مجرّد وقفة كانت بيني وبينَ نفسي نقلتها لكم
لنهذي معاً ونجيبُ عن مئاتِ التساؤلات تنهشنا في حينِ وحدة وتفرّد مع ذواتنا المركونة خلف زحام الدُنيا !
أسئلة لا تدونوا أجابتها هُنا بل دعوها بينكم وبكم ونكتفي جميعنا بدقائق قد تُغيّر شيئاً ما بأنفسنا وقد نسعد بذلك في لحظةِ صفاء لا يُشاركنا بها سوانا !




هل جربتَ أن تكتبَ رسالةَ لربك وفي مسمعيك موسيقى هادئة وفي يدكَ اليُسرى كوباً من القهوة وفي عينيكَ دمعة كتبتَ بها
[ يا الله اشرح صدري فأنا حزينٌ بالمعاصي ]؟ هل كنتَ ذاتَ مساءً تسامرُ القمر وتستمعُ بصوتِ حبيبكَ على الهاتف ثم تخيلت لو أن ملكَ
الموت وقد قدم ليقبض روحك فتبعثُ بما أنت عليه أمام الله فتراجعتَ فزعاً وأغلقتَ الهاتف وبكيت خوفاً من الله ؟
هل التفتَ يوماً نحو مريضٍ في المستشفى عاجزاً عن الحِراك فحمدتَ الله على أن جعلكَ حُرّاً بحواسٍ متيقظة بقدرتهِ سبحانه ؟
هل حُمّلتَ أمانةً فخنتها لأيّ سببٍ أرغمكَ على تلك الخيانة فاستدرك ضميرك هذا وبكيت ندماً وتصدقتَ سرّاً طالباً من الله العفو والمغفره؟
هل استشعرتَ يوماً الأمانَ في منزلكَ بين أهلك تنعمُ بالهدوء بينما غيرك قد مات أبناءه أمامهُ جوعاً أو مرضاً أو تحتَ سطوة حربٍ وقتل
فعاش متحسراً على ضعفه أمام الظروف حين تعضفُ بهِ فيتوه ,وخفق قلبك بالرضا وابتسمتَ لله ؟
هل تشعُر بوجودِ الله في قلبك حينَ يرحلُ عنك الناس ويتخلّى عنك الأصدقاء ؟
هل تعني ماذا أن تكونَ مبصراً ناطقاً مستمعاً ماشياً وقد هُيئتْ لك الطُرق تسير بها كيفما شئتَ ومتى شئتْ ؟
هل تخيّلتَ يوماً لو كنتَ على سريرٍ أبيض لا يتحرك بك سوى لسانك, هل تتخيل ذلك جيداً؟ حين تتخيل ذلك عدد الأشياء التي ستفتقدها ولا تقل
لنفسك هذا مُستحيل فأمرُ أحدنا بين كافٍ ونون ومالله بعاجزٍ عن ذلك ,ولا تقل لنفسك هذا قمةُ البؤس فثمةَ أناسٌ يعيشون على لسانهم فقط ولازالوا
يبتسمون شاكرين الله على أن جعل لهم لساناً يذكرونهُ به !
فهل ذكرتَ الله في قلبك ولسانك واستشعرتُه بين يديك ؟
حسناً .. ماذا لو فقدتَ إحدى يديك أو كلاهما الن تحنّ لتقليب صفحات المصحف؟ وهل تحنّ لهُ الآن بوجود يديك ؟ افتحهُ إذاً ولا تهجره فثمةَ عذابٌ أليم
لمن يهجر القرآن ..
هل دعوتَ الله في سجدة وأنت صادق فيها منيبٌ إلى الله ؟ إن كنت تعلمُ فرح الله بدعوة عبدهِ فاسجد وأدعو ما تشاء وألحّ في طلبِ حاجتك ..
هل تمنيتَ الموتَ يوماً طمعاً في مُلاقاةِ الله ؟ هل تمنيتَ الجوع حتى يلينَ قلبك على الفُقراء ؟ هل تمنيتَ المرض حتى تؤجر ؟
فلقد تمنى ذلك أبو ذر الغفاري رضي اللهُ عنه وأرضاه ....
هل تتوق إلى رؤية وجه الله يوم القيامة ؟ هل تتمنى صادقاً أن تُحشر إلى جانبِ حبيبنا المصطفى صلى اللهُ عليهِ وسلم ؟ ألم تتمنى رؤيةَ الصديق والفاروق
وعثمانَ وعلي رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم ؟




إن أجبتَ بِنعم فاحمد الله على الخيرِ بداخلك فهذهِ نعمةٌ عظيمة أن تستشعر نعمة الإسلامِ عليك وأن تتوق لمشرّعها وناشرها ومن عمل لأجلها ..
يبقى السؤال الأهم : هل عملتَ لكلِّ هذا ؟




حسناً , ماذا عملت ؟ تناول بين يديك ورقة وقلم سجل ما عملتَ ليكونَ لك لا عليك أمام الله ,ضع أمامك واجباتك التي تقضيها يومياً لله فاحسب
صلاتك التي خشعتَ فيها ,واستغفارك وذكرك ونصحك وابتسامتك ومساعدتك لإخوانك أينما وجدتهم ,هل فكرت أن يهتدي أحداً على يدك ؟ هل كنتَ
سبباً في يومٍ من الأيام لأن يُسلم أحد العُمال أو الخدم على يديك ؟ هل تطوعت لعملِ خير ؟ هل نفعتَ أحداً بعلمكَ وشبابك؟




عندما نستحي من أستاذٍ في الجامعة لتصرفٍ ما أقدمنا عليه أو تقصيرٍ في مادة ,أو حَرجنا أمام والدينا حينما نُقابل جميلهم بالجحود بأيما تصرّفٍ صغير
أو حياءنا من صديق لموقفٍ صغير قد يحدث فنسارع بالإعتذار حرصاً على متانةِ علاقتنا من الصدع أو الإبتعاد !
فهل نحنُ على استحياءٍ من اقترافِ ذنوبنا أمام الله بشكل دائم ومستمر ؟ أم أننا نُخطئ وننسى !
ما مقدار الإيمانِ في قلوبنا ؟ ولماذا تنسلخُ أحاسيسنا من كثرة الذنوب وقد شهدت علينا أعمالنا وحواسنا ليوم عظيم لا نقدّرهُ حق تقديره ؟
من منا يُحاسبُ نفسه قبل ان ينام ؟
من منا يخشاه ؟ من منا تخيّل الكفن ووحشَة القبر ,ماذا لو كانت هذهِ آخر كلماتٍ لي وآخر قراءةٍ لكم هل نحنُ على استعدادٍ لأن تُرفع أعمالنا ونستلم
صحائفنا ؟
حينَ تُحاصرنا المنايا ألا نستحي أن نلجأ إلى الله وقد نسيناهُ في رخاءنا ؟
حين نعيْ نعمة الإسلامِ علينا كما ينبغي ,فعلينا أن توّج ذلك الوعيْ بالتوق لنعيمِ الجنّة , اممممم أتذكرُ يوماً تخيلتُ فيه جهنّم حينَ قرأتُ عنها بإستفاضة فحُرّم

عليّ النوم بإطمئنان خوفاً من ألا أستيقض من موتتي الصُغرى فأموت !
هل نحتمل نحنُ حرارةَ الشمس اليومية التي تلفحُ جباهنا بشكلٍ مُقيت ,هل بمقدورِ أحدنا أن يضع اصبعهُ في نار الكبريتِ الصغير ؟ كيفَ حين تُغمّس
أجسادنا بها إذا ً ! لازال في مقدورنا أن نجدد حبنا لله بالعمل وجهاد النفس على كل معصيةٍ نتعلّقُ بها ,حين نحدد الوِجهة بأننا نطمعُ للقاءِ رب السماوات
والأرض وما بينها سنتخطى تلك المعاصي وإن عظمتْ ,علّنا نموتُ على سجدة أو تلاوةٍ أو عمل خير ..
هل تمنيتَ يوماً كيفَ تكونُ ميتتك ؟ أخبرنا بأمنيتك هذهْ ..,


هل دعوتَ أن تُحشر مع من تُحب ؟ أخبرنا بأحبابك فلعلّنا نُشارككَ الأمنية ..
شاركنا هُنا بقلبكَ الإيماني المستنير فهذا الإيمان هو حقيقةُ قلوبنا وإن أخطأنا كثيراً فإن الله أرحمُ من الأم على أبناءها وكلنا طمعاً برضاه ورحمته ..




دمتم برضا وَ سعادة قُلوبنا فِيْ رَحمةِ الله ( حديثُ نفسْ ) Icon26 ..