خطورة اهدار كرامة الشريك ، الاهتمام بشريك الحياة


حدثني صديق قديم فقال: إن زوجته أوشكت أن تقوض صرح مستقبله، بدأبها علىتحقير كل عمل يزاوله، فقد بدأ حياته مشتغلًا بالبيع، وكان يحب عمله ويقبل عليه بحماسة، ولكنه كان عندما يعود إلى بيته في نهاية اليوم متلهفًا على شيء من عبارات التشجيع والثناء، إذا بزوجته تستقبله بهذه الكلمات الساخرة: كيف حال العبقري؟ أتراك عدت اليوم بشيء من المال أم بمحاضرة لقنك إياها مدير المبيعات؟ أظنك تذكر أن إيجار المنزل يستحق الدفع في الأسبوع القادم) [ادفعي زوجك إلى النجاح، دورثي كارنيجي، (ص109)].





أخي/ أختي الزوجة

لا شك أن الاحتقار بين الزوجين من مفسدات الثقة بين الزوجين، إن أكثر ما يضايقك في شريك/ شريكة حياتك أن تكون عباراته قاسية تميل إلى تحجيم شريك الحياة، ووضعه في إطار معين بتعريف شخصيته بطريقة ضيقة الأفق للغاية.
وقد يستخدم شريك الحياة عبارات مطلقة مثل (دائمًا، أبدًا، لا شيء، لا قيمة له، وهكذا)، ومن أمثلة العبارات المطلقة هذه:
(إنك دائمًا ما تقول الشيء الخطأ، دائمًا ما تأتي إلى المنزل متأخرًا، إنك لا تقضي وقتًا معنا مطلقًا، إنك لا تستمع مطلقًا لما أقوله، إن مساهمتك لا قيمة لها، إلى آخر هذه العبارات التي تصنف الشخص وتعرفه أو تشرح مساهمته أو مساهمتها بطريقة محدودة ومطلقة) [لا تهتم بصغائر الأمور في العلاقات الزوجية، ريتشارد كارلسون-كريستين كارلسون، ص (290-291)، بتصرف].




احترس من المسدسات المشحونة:

قد يكون كل ما تقوله عن الشريك صحيحًا ودقيقًا وأنت في حالة الامتعاض، وعدم الثقة ولكن عليك أن تعلم كيف تقول ما تريد؟ وكيف تختار الألفاظ المناسبة لأن (الألفاظ مسدسات مشحونة بالرصاص، فإذا اختار أحد الزوجين أن يطلقها فعليه أن يصوبها إلى أهداف، لا أن يطلق اللفظ كما يطلق طفل على غير هدى مغمضًا عينيه، مكتفيًا بلذة سماع الانفجار) [مستفاد من علم النفس والأدب، د/ سامي الدروبي].




أنت غبي، أنت مغفل:

ماذا تفعل إذا قال لك شريك الحياة أنت غبي، أو أنت مغفل؟ وما تأثير هذه الكلمات عليك؟
(إن من المعتاد أن تخرج المناقشات الأسرية عن إطارها إذا ما أخطأ أحد الطرفين أو كلاهما، وسب الآخر ونعته مثلًا ب"غبي" أو "مغفل" فقد يحدث في إحدى المشاحنات بين الزوجين أن يعترض الزوج مثلًا على شيء قالته زوجته فيقول: (إن هذا بالتأكيد غباء), وربما أضاف أيضًا: (أنا لا أعرف ما الذي يُفترض أن يكون معنى ما قلتيه؟) [أنا لا أقول لك ذلك إلا لأني أحبك، ديبورا تانيه، ص (106)].

إن كلا الزوجين في مثل هذه الحوارات يصعد من غضب الطرف الآخر؛ لذلك تصبح الكلمات في مثل تلك الحوارات أكثر إيذاء من عدم الكلام.
بل لا نبالغ إن قلنا (إن الكثير من الأزواج يحفروا قبور سعادتهم الزوجية تدريجيًا بواسطة سلسلة من الحفر الصغيرة، التي قد لا يؤبه لها في أول الأمر) [كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس، ديل كارنيجي ص(256)، بتصرف يسير].

وكما يقولون في المثل الإنجليزي: (العصا والأحجار يمكن أن تكسر عظامي، ولكن الكلمات تحطم قلبي).