في يوم من الأيام وقف رَجُل يُراقب عدّة ساعات فراشة صغيرة داخل شرنقتها التي بدأت بالانفراج قليلاً قليلاً





و هي تُحاول جاهدة الخروج من ذلك الثّقب الصّغير في شرنقتها






!! و فجأة ... سكنت




!! وبَدَتْ و كأنّها غير قادرة على الاستمرار






!! ظنّ الرجل أن قواها قد استنفدت للخروح من ذلك الثّقب الصّغير أو حتّى توسعته قليلاً ، ثمّ توقّفت تماماً








... شَعَر الرّجل بالعطف عليها ، وقرّر مُساعدتها ، فأحضر مقصّاً صغيراً و قصّ بقيّة الشّرنقة




عندها سقطت الفراشة بسهولة من شرنقتها




... ولكن بجسم نحيل ضعيف ، وأجنحة ذابلة








ظلّ الرّجُل يُراقبها مُعتقداً أن أجنحتها لن تلبث أن تقوى و تكبر ، وأن جسمها النّحيل سيقوى ، وستُصبح قادرة على الطّيران




!! لكنّ شيئاً من ذلك لم يحدث






... و قَضَتْ الفراشة بقيّة حياتها بجسم ضعيف ، وأجنحة ذابلة ، ولم تستطع الطّيران أبداً أبداً






ما الذي فعله لُطف ذلك الرّجُل و حنانه ؟؟؟




لم يعلم أنّ قُدرة الله عزّ و جلّ و رحمته بالفراشة جعلت الانتظار لها سبباً لخروج سوائل من جسمها إلى أجنحتها




.... حتّى تقوى و تستطيع الطّيران






***




... ربّما تكرّرت القصّة كثيراً ،، إلا أنّ العِبَر فيها لا تزال في تجدّد






في أحيان كثيرة ... يكون العطف و تكون الرّحمة في غير موضعها سبباً لشقاء الآخرين وتعاستهم




فوضع الشّيء في موضعه من أروع صِفات البشر تجاه بعضهم