مشكلة الزوج المزاجي











السؤال



السلام عليكم,,,




زوجي شخصيته مزاجية لدرجة كبيرة جدا, عمره بين 38-40 سنة, مساعد مدير في مجال يمتاز بضغط عملي شديد، في الفترة الأخيرة كان ملازما لوالديه حتى وفاتهما, لم يعش عيشة مرضية بزواجه الأول, وذلك لعدم اقتناعه, وإرضاءً لوالديه.

زوجي إنسان حاصل على الماجستير, علما أني جامعية, مشكلتي معه أنه إنسان مزاجي بعنف, إذا نصحته أو أبديت رأيي في موضوع يعتبره تسلطا, أو إلقاء أوامر عليه, في اليوم الواحد له أكثر من مزاج, كأنني أتعامل مع شخصيتين لإنسان واحد, يؤدي أي عمل بمزاجه, حتى لو كلفه الوقت الطويل, وأغلب مشاكلنا سببها مزاجيته التي تعدّت الحد الطبيعي, ووصلت للشك, تتبدل قراراته في الموضوع الواحد في فترة وجيزة, وهذا الحال يشعرني أحيانا بعدم الأمان معه, وعدم الثقة لإنجاز أعمالنا.

أريد حلا جذريا لهذا؟ لا أريد العاطفة التي تربطنا أن تنهار, أريد أن أبقى معه بشخصيتي وذاتي, وبنفس الوقت أريده أن يبتعد عن صفاته التي تسبب المشاكل ما العلاج له؟ وماذا علي فعله تجاهه؟

الإجابــة



بسم الله الرحمن الرحيم



الأخت الفاضلة/ أم تميم حفظها الله.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،


فإننا نرحب بك -أختنا الفاضلة- ونسأل الله أن يبارك فيك, وأن يحفظك, وأن ييسر لك الخير حيث كان.

وبخصوص ما سألت عنه: فنود قبل الإجابة تسليط الضوء على بعض النقاط التي نتصور أنها هامة في رسالتك:

1- قولك: (لا أريد العاطفة التي تربطنا أن تنهار), هذا القول منك يدل على أمرين:

أحدهما: أن هناك ودا قائما, وعلاقة عاطفية محمودة بينكما, وهذا أمر جيد.

ثانيا: حرصك الواضح على إبقاء ذلك بينكما, وإن شابه أحيانا بعض الخوف, أو الشعور بعدم الأمان -كما ذكرت- لكنه موجود بينكما, ولعله هو الأصل, وإنما نقول ذلك -أيتها الفاضلة- لأن طبيعة النفس البشرية عند حدوث مشكلة طارئة أن تغوص فيها, وفي زحمة هذا الغوص تنسى فضائل كثيرة, ربما لو تذكرتها أثناء معالجتها للمشاكل لتغير حال التعاطي مع المشاكل تلك, فأحببت أن أشير إلى تلك النقطة.

2- وأما الأمر الثاني فهو قولك: (أريد حلا جذريا), وهذا سقف مرتفع جدا يعيق أي تقدم, والمشكلة فيه -أيتها الفاضلة- أن تبنِّي هذا السقف لا يشعرك بأي تقدم، حتى لو حاول هو الإصلاح, فلن تشعري به نظرا لمثل هذا السقف العالي، لذا أتمنى أن يكون الإصلاح في حد ذاته هدفا, ولو كان بطيئا, أو قليلا.

يبدو من خلال طرحك أن زوجك يعاني مما يعرف بالمزاجية الحادة, وصفتها أنه إن كان سعيدا يعيش سعادة كاملة, وقد يتغير في لحظة إذا رأى أمرا يكرهه, أو أحدا عارضه, أو شيئا أغضبه, وقد يكون هذا التغير بدرجة كبيرة جدا, لكنه يهدأ بعد إخراج ثورة غضبه, ويعود كما كان، فإن كان الزوج على هذه المزاجية فالتعامل معه وفق هذه النقاط:

1- مدحه كثيرا, وكثرة الإطراء عليه عند فعل أي شيء حسن, ولو كان بسيطا, وتعظيم ما فعل, وإظهار السعادة على ما فعل, وبصورة أقرب إلى المبالغة منها إلى الاعتدال, وفائدة ذلك أن يشعر بذاته عند السرور, وأن يستشعر عظم دوره في البيت, وكيف أدخل السعادة عليهم.

2- اجتناب الأمور التي تثيره, حتى ولو كانت صوابا, بالطبع هذا في المرحلة الأولى, وذلك للعيش أطول فترة ممكنة في سعادة.

3- عند استثارته وغضبه يفضل عدم الرد عليه, وتجنب تطور المشكلة, وعدم الإقدام على فعل يؤدي إلى ردة فعل, مع إظهار عدم الرضا عما فعل, ثم فتح هذا الموضوع في غرفتكما الخاصة, لعرض المشكلة عليه, والغرض من ذلك عدم تخطئته, بل ليصل إلى قناعة أنه قد أخطأ فيما فعل, لكن تجنبي -أيتها الفاضلة- أن يشعر أنك تجتهدين في تخطئته, فإذا أراد أن يبرر بعض ما فعل فاقبلي التبرير على عجل, حتى ولو كنت غير مقتنعة بذلك, فأن يبرر معناها أنه في داخله قد علم أنه أخطأ.

4- عند الاعتراف بالخطأ بادليه نفس الاعتراف, بمعنى أن تخبريه أن الخطأ أيضا مشترك بينك وبينه, وأنك أخطأت مثلما هو أخطأ, ولأجل ذلك اعرضي عليه خريطة عند الغضب مكونة من ثلاثة أمور:

أ- عدم الحديث أثناء الغضب.

2- المحاورة بهدوء في غرفة النوم .

3- ترك مساحة لكل طرف ليتحدث حتى يستمع الآخر, ويفهم وجهة نظره.

وآخر ما أوصيك به -أيتها الفاضلة- كثرة الدعاء له ولك, والاجتهاد في تنمية الإيمان, وكثرة قراءة القرآن, وحضور صلاة الجماعة, فإن كثرة الذكر اطمئنان للقلب, ألا بذكر الله تطمئن القلوب.

وفي الختام نسأل الله أن يوفقك لكل خير, وأن يذهب ما بينكما, ونحن سعداء لتواصلك معنا, والله الموفق.