إبنتي ..
اكتب لك هذه الرسالة ... وكلى ثقة بأنك ستقرئينها بقلبك قبل عينيك .


إبنتي الغالية ..
يا من عشت سني حياتي أتقرب إلى الله برعايتي لك .. وأبذل من وقتي وجهدي واهتمامي في سبيل حمايتك من أن تجرحك كلمة عابرة أو تؤذيك لمسة يد غادرة أو يقض مضجعك أذى من أحد .


لقد ربيتك كأحسن ما تكون التربية .. وضعت ثقتي بالله ثم بك بأنك ستصونين هذه الثقة .. كنت لك وأنت طفلة صغيرة ...العين التي تبصرين بها ، والأذن التي تسمعين بها ، والقدم التي تسيرين بها نحو الخير.


ولما كبرت .. خرجت من تحت مظلة حمايتي لك .. وانطلقت في هذا العالم الواسع ، وأنا أرقبك بكل الخوف والقلق من أن تزل قدمك في سيرك وتعثر خطواتك في طريق الحياة المملوءة بمنزلقات الضلال .. وتملكني الرعب من أن تسيري في طريق التيه .. ولكن كانت ثقتي بحسن تربيتي لك تجعلني أراجع نفسي .. وأستعيذ بالله من وساوس الشيطان التي تملكتني ..


طلبت مني أن أتيح لك استخدام النت .. ورغم تخوفي منه مما سمعته من الأمهات الواتي عانين مع بناتهن في مشكلاته ، وحذرني من متاهاته والمآسي التي تحصل من ورآءه للغافلات الصغيرات .. إلا أني تحت إصرارك رضخت... وتركت لك الحرية في استخدامه .


أي بنيتي ******ة ..
لقد حذرتك من الخوض فيما لا ينبغي للفتاة أن تخوض فيه ، ونبهتك إلى أن يكون جل اهتمامك إكتساب الفائدة والتفع منه .. وأن تساهمي مع أخواتك في نشر القيم الإسلامية .. وأن تتجنبي مسالك الزل . إن الذئاب تتربص بك .. أنت ومن تكون بمفردها من الفتيات أمثالك. والذئب يا ابنتي لا يأكل إلا الشاة القاصية ... كنت ألاحظك وأتبعك على بعد ، وأرقب خطوك في هذا العالم .. فلما لاحظت أنك بدأت تميلين نحو طريق الزل الذي كنت أخشى عليك أن تسلكيه .. راعني هذا ، و كدت أقسو عليك بالحديث ، غير أني رأيت أن هذا لن ينفعك ، بل رأيت أنه من واجبي أن أنصحك و لكن كان واجب على أن أتبين من صحة هواجسي ... راقبتك حتى تيقنت من صدق حدسي .. وأصدقك القول أني قد صدمت عندما وجدت أن فتاتي البريئة الطاهرة والتي تعبت في نصحها.. وغذيتها بكل ما أعرفه من مشاعر الصدق والنقاء ، أن قدمها زلت في وحل النت !!