تربية الأطفال وتدريبهم على الصيام هو موضوع يُثير الكثير من التساؤلات والتحديات. فكما هو الحال في معظم جوانب الحياة، يختلف الآباء في الرأي بشأن ما إذا كان ينبغي للأطفال الصغار أن يصوموا أثناء شهر رمضان أم لا. هناك من يعتقد أنه من الأفضل منع الأطفال من الصيام بسبب مخاوف من تأثيره السلبي على صحتهم وقدرتهم على التحمل. بينما يوجد آخرون يرون أنه ينبغي تعويد الأطفال على الصيام منذ سن مبكرة لتعليمهم قيم الدين والامتثال لفرائضه.

في الدين الإسلامي، يعتبر الصيام من الفرائض الخمسة التي بُني عليها الإسلام، ومع ذلك، فهو يستثني بعض الأشخاص بناءً على حالتهم الخاصة، مثل فقدان العقل أو النوم، أو بسبب صغر السن. بموجب هذا، يتم تصنيف الأطفال تحت فئة الصغار والغير مكلفين بالصيام حتى يبلغوا سن الاحتلام أو الحيض، أو حتى سن البلوغ في بعض التفسيرات.

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) رواه البخاري (الإيمان / 37)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين " . رواه البخاري ( 3035 ) ومسلم ( 1793 )
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يقول اللهُ عزَّ وجلَّ: الصومُ لي وأنا أَجزي به، يدَعُ شهوتَه وأكلَه وشُربَه من أجلي، والصومُ جُنَّةٌ، وللصائم فرحتانِ: فرحةٌ حين يفطِرُ، وفرحةٌ حين يَلْقَى ربَّه، ولخُلوفُ فَمِ الصائمِ أطيبُ عند اللهِ من رِيحِ المسكِ”. 


إذاً، يمكن تحفيز الأطفال على الصيام وتدريبهم عليه بشكل تدريجي، مع مراعاة بعض النقاط الهامة مثل:

التحدث مع الأطفال عن أهمية الصيام وفوائده الروحية والصحية.
إشراكهم في الأعمال الخيرية والتطوعية خلال شهر رمضان.
تدريبهم على الصيام تدريجيًا، بحيث يزداد وقت الصيام تدريجيًا وفقًا لقدرتهم وتحملهم.
عدم معاقبتهم إذا لم يتمكنوا من استكمال مدة الصيام المحددة.
تشجيعهم على الصلاة والتقرب من الله بالأعمال الصالحة.
إشراكهم في تحضير وجبات الإفطار والسحور.
تحفيزهم وتشجيعهم بالثواب والمكافأة الروحية التي يتلقونها من الله.

وباستخدام الأنشطة التعليمية والثقافية المناسبة، يمكن للأطفال بناء انتمائهم لدينهم وتطوير فهمهم لشهر رمضان، وذلك من خلال صناعة الهدايا الرمضانية وتعليق الزينة والمشاركة في الأنشطة الرمضانية التي تعزز قيم الدين والأخلاق.