حماية البنت من انياب الرجل ، حماية البنت من الفتنة


ما أن يفتح شخص الجملة الأولى من موضوع قيادة المرأة للسيارة حتى تجد الأصوات ترتفع والأوداج تنتفخ وتسيطر تشنجات الحوار المشاكس على كل النقاش، بين مؤيد غاضب ورافض متشدد.. حتى بات الحديث عن هذا الموضوع مغامرة.. بل وخطورة تستدعي الحذر والانتباه..!!
وقبل أن يصمني البعض بالفسق والفجور الذي عادة ما يطلقه البعض على الفئة المخالفة لرأيه، أقول إنني لا أهدف من مقالي هذا تأييد قيادة المرأة للسيارة أو معارضته، ولكنني أتعجب من مصادرة آراء الآخرين في الوقت الذي ننادي عبر كل الوسائل الإعلامية المتاحة المحلية منها والعالمية أننا مجتمع متحضر ننتمي إلى عقيدة شعارها الديمقوقراطية، ولن أخوض في موضوع ثراء تاريخنا الإسلامي بالكثير من القصص التي تشهد بمنهج يحترم الرأي الآخر ويحسن سير أي حوار مهما بدت مفرداته متباعدة أو مرفوضة وهل أشد على خير الخلق من أن يقترح عليه المشركون أن يعبد آلهتهم عاماً ويعبدون آلهته عاماً..!! تعالى الله عما يقولون .. وبالرغم من ذلك كانت إجابته صلى الله عليه وسلم في غاية الأدب والقوة ولن أزيد على هذا المثال فلست أتقن في هذا المجال ألف باء ما يفقهه علماؤنا الأفاضل ولكنني أؤكد على أهمية ضبط مخارج الحوار بطريقة تناسب سماحة ديننا وخلق نبينا خاتم الأنبياء والمرسلين، ومن العار على المجتمع الإسلامي أن يتصف بالعنجهية أو التطرف الذي لا ينتمي إلى عقيدتنا لا من بعيد ولا من قريب وإنما هي أقنعة زائفة ألبسها البعض لباس الدين حتى اعتبرها المجتمع خنادق محظورة من الكفر تجاوزها.. ولا تزال موروثة الحكم على الغير ومصادرة آراء الآخرين لديهم أصالة يجب الحفاظ عليها..!


أخيراً دعوني أسأل فئة من شباب مجتمعنا السعودي الذي يبدو بمنتهى «الإتيكيت» والديموقراطية حين يرى سيدة «أوروبية» حتى إنه لا يمانع أن يفتح لها باب سيارتها أو يسحب لها كرسي منضدة «لمساعدتها في الجلوس» وقد يدفع عنها رسوم خدمة تخصها بكل حب ورضا وما لا يحصى من الرقة والعذوبة.. بينما تظهر أنيابه الشرسة وجلافته المعهودة بمجرد أن يلمح خماراً أسود.. أو بمجرد هبوط الطائرة في ربوع بلاده..!!


لماذا هذا التناقض..؟ وأي رسالة عن شخصه يؤسسها بين مجتمعه وأهله..؟ أعتقد أننا لن نصل إلى مستوى الحوار الراقي المتحضر قبل أن ننزع من داخلنا مناقضاتنا الاجتماعية ونعي تماماً كيف نحترم رأي الآخر وحريته الشخصية