[size=32]بسم الله الرحمن الرحيم .. [/size]
[size=32][size=32]الحمد لله الذي أنزل القرآن .. ورفع به الإنسان ..وجعله نورٌ للقلوب والأبدان ..[/size][/size]
[size=32][size=32]وكرم أهله بالفوز بالدنيا ويوم يحشر الثقلان .. وبشر حامليه وحفظته بالمغفرة والرضوان ..[/size][/size]
[size=32] [/size]
والفلاح والفوز بالجنان ..
ثم الصلاة والسلام على النبي الهادي العدنان..
محمد بن عبدالله وآله وصحبه ومن سار على نهجه بإحسان..أما بعد :
من أنقى الكلمات التي طرقت مسامعنا .. و من أعظم الأدوية التي به شفيت قلوبنا ..و هو في يوم الحساب شفيعنا ..
كتاب من الله أنزله علينا ..وهو معجزة نبينا وحبيبنا .. قرآن به تجلو أحزاننا و غمومنا ..
قال عنه الرب تبارك وتعالى [ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ] ..
كتاب عظيم جمع كل العلوم والفنون .. كتاب حكى لنا قصصا مضت عليها آلاف السنون ..
بين طياته كلمات متقطعة كطه و حم ونون .. لا يعرف علمها إلا من بيده الحركات والسكون ..
أعجز الخلق ومن تحدى من القرون .. لن يساويه كتاب أيها الجهال فسوف تعجزون ..



ما أجملها من أوقات نقضيها نتدارس فيها هذا القرآن ..نرتله ونجوده بصوت رنان ..
فنصيب مرة ونخطأ في بعض الأحيان ..
ونعلم أن أجرنا مكتوب من قبل ربنا الرحمان .. نجتهد سويا كي نفسره ونبينه أيما بيان ..
نطبق أحكامه وونعمل بما أمرنا به المنان ..
فإن سألت عن أشرف علم جرى في الأكوان .. فقل بكل فخر واعتزاز إنه علم القرآن ..
فيا أيها الشباب الفضلاء .. وصيتنا أن تمسكوا به فهو لنا أعظم إسقاء .. وسنيفعنا في يوم لا ينفع فيه الشفعاء ..
فقد قال عنه صلى الله عليه وسلم ( اقرأوا القرآن فإنه يأتي بوم القيامة شفيعاً لأصحابه ) وصدق وربي أشرف الأنبياء ..
محال أن يجتمع في صدورنا حب للقرآن وما يسمى بالغناء .. فلنجعله هو حياتنا ولنا فيه دواء ..


لماذا سميت سورة الفاتحه بهذا الاسم ؟؟لأنه افتتح بها القرآن الكريم؛ وقد قيل: إنها أول سورة نزلت كاملة......

ماذا قال فيها العلماء؟؟
إنها تشتمل على مجمل معاني القرآن في التوحيد، والأحكام، والجزاء، وطرق بني آدم، وغير ذلك؛ ولذلك سمِّيت "أم القرآن"(47)؛ والمرجع للشيء يسمى "أُمّاً"..



ماهي مميزات السوره؟؟


تتميّز بها عن غيرها؛ منها أنها ركن في الصلوات التي هي أفضل أركان الإسلام بعد الشهادتين: فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب؛ ومنها أنها رقية: إذا قرئ بها على المريض شُفي بإذن الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ( قال للذي قرأ على اللديغ، فبرئ: "وما يدريك أنها رقية"(48) ..



القرآن





(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم)
التفسير:.
قوله تعالى: { بسم الله الرحمن الرحيم }: الجار والمجرور متعلق بمحذوف؛ وهذا المحذوف يقَدَّر فعلاً متأخراً مناسباً؛ فإذا قلت: "باسم الله" وأنت تريد أن تأكل؛ تقدر الفعل: "باسم الله آكل"..
قلنا: إنه يجب أن يكون متعلقاً بمحذوف؛ لأن الجار والمجرور معمولان؛ ولا بد لكل معمول من عامل..
وقدرناه متأخراً لفائدتين:
الفائدة الأولى: التبرك بتقديم اسم الله عزّ وجل.
والفائدة الثانية: الحصر؛ لأن تأخير العامل يفيد الحصر، كأنك تقول: لا آكل باسم أحد متبركاً به، ومستعيناً به، إلا باسم الله عزّ وجلّ.
وقدرناه فعلاً؛ لأن الأصل في العمل الأفعال . وهذه يعرفها أهل النحو؛ ولهذا لا تعمل الأسماء إلا بشروط
وقدرناه مناسباً؛ لأنه أدلّ على المقصود؛ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "من لم يذبح فليذبح باسم الله"(49) . أو قال صلى الله عليه وسلم "على اسم الله"(50) : فخص الفعل..
و{ الله }: اسم الله رب العالمين لا يسمى به غيره؛ وهو أصل الأسماء؛ ولهذا تأتي الأسماء تابعة له..

و{ الرحمن } أي ذو الرحمة الواسعة؛ ولهذا جاء على وزن "فَعْلان" الذي يدل على السعة..
و{ الرحيم } أي الموصل للرحمة من يشاء من عباده؛ ولهذا جاءت على وزن "فعيل" الدال على وقوع الفعل

فهنا رحمة هي صفته . هذه دل عليها { الرحمن }؛ ورحمة هي فعله . أي إيصال الرحمة إلى المرحوم . دلّ عليها { الرحيم }..
و{ الرحمن الرحيم }: اسمان من أسماء الله يدلان على الذات، وعلى صفة الرحمة، وعلى الأثر: أي الحكم الذي تقتضيه هذه الصفة..
والرحمة التي أثبتها الله لنفسه رحمة حقيقية دلّ عليها السمع، والعقل؛ أما السمع فهو ما جاء في الكتاب، والسنّة من إثبات الرحمة لله . وهو كثير جداً؛ وأما العقل: فكل ما حصل من نعمة، أو اندفع من نقمة فهو من آثار رحمة الله..
هذا وقد أنكر قوم وصف الله تعالى بالرحمة الحقيقية، وحرّفوها إلى الإنعام، أو إرادة الإنعام، زعماً منهم أن العقل يحيل وصف الله بذلك؛ قالوا: "لأن الرحمة انعطاف، ولين، وخضوع، ورقة؛ وهذا لا يليق بالله عزّ وجلّ"؛ والرد عليهم من وجهين:.
الوجه الأول: منع أن يكون في الرحمة خضوع، وانكسار، ورقة؛ لأننا نجد من الملوك الأقوياء رحمة دون أن يكون منهم خضوع، ورقة، وانكسار..الوجه الثاني: أنه لو كان هذا من لوازم الرحمة، ومقتضياتها فإنما هي رحمة المخلوق؛ أما رحمة الخالق سبحانه وتعالى فهي تليق بعظمته، وجلاله، وسلطانه؛ ولا تقتضي نقصاً بوجه من الوجوه..ثم نقول: إن العقل يدل على ثبوت الرحمة الحقيقية لله عزّ وجلّ، فإن ما نشاهده في المخلوقات من الرحمة بَيْنها يدل على رحمة الله عزّ وجلّ؛ ولأن الرحمة كمال؛ والله أحق بالكمال؛ ثم إن ما نشاهده من الرحمة التي يختص الله بها . كإنزال المطر، وإزالة الجدب، وما أشبه ذلك . يدل على رحمة الله..
والعجب أن منكري وصف الله بالرحمة الحقيقية بحجة أن العقل لا يدل عليها، أو أنه يحيلها، قد أثبتوا لله إرادة حقيقية بحجة عقلية أخفى من الحجة العقلية على رحمة الله، حيث قالوا: إن تخصيص بعض المخلوقات بما تتميز به يدل عقلاً على الإرادة؛ ولا شك أن هذا صحيح؛ ولكنه بالنسبة لدلالة آثار الرحمة عليها أخفى بكثير؛ لأنه لا يتفطن له إلا أهل النباهة؛ وأما آثار الرحمة فيعرفه حتى العوام، فإنك لو سألت عامياً صباح ليلة المطر: "بِمَ مطرنا؟"، لقال: "بفضل الله، ورحمته"..