قُومِي مِن عَجزِك / مِن يُتمِك ، أُنفُضي عَنكِ سنِينَاً عِجاف ، فَقَد آن لُحزنِك أن يَغفُو ،
من كان يَمنحك الفَرح أنتي من نصبه آلهة لسعادتك ،
لا تَرى عيَناك سِوى محيطِه الضَيق وبُؤرته التَي تتَرتب عَليها حياتك
هَاتِ قلَبك أُطبطب عَليه ، يا امَرأة خَاطت الحُزن فِي شَفتيها ،
أيُّ رَجَل زرَعَ فِي عَينيك طَعمَ المَوت ؟!

إنَي ابكِيكِ ،
أبكِي حُزنَي السَاكن فِي داَخَلك ،
أبكَي انكَسَاري الرَافِل فِي اثَوابكِ الدَافئه ،
يا امَرَأةً شَاءَت عُروبتَها ان تُضَعِفها / انَ تَخذَلهَا
ان تُطَوق هَشَاشَتها العَاطفَيه بالتنكِيل / بالإنَحَصار في خَيبتها
ان تَجَعلَها شَمَاعه لُكَل خَطاَيَا الأَرض ، وكَوارَث الطَبيعه

يا إمَرَأة ،
هَات دَمَعتك المُنسَابه ، دعَيني ازَرَع بَها ارَضَاً من الزَيتون
دعَيني أرَى فيَها ميَلاداً جَديدَاً للَربيع العَربي ،

سَأكَون عُكَازَك الثَخين ، قومَي عَلى كَتَفي بمَا تحمَلين من ألَم
هَبِيني من امَومَتك طِبَ الامَهَات ، رُوَحَ الامَهاَت ، وَقار الامَهات فِي جَلاّل الصَلاة ،
ازرَعِي الأرَض وردَاً أحمَر ، كـ مُراهَقه لعَوب ، ناغِي اصَابع الفَرح قَبلِي حمَامتك البيضَاء
وأرسَلي بقَبلات الحُب صوَب السمَاء ،

يا امَرأَةً ،
صَارَ شَأنَها مَلَف قضَيتَي ،
فِي زَمَنٍ مَا ، كُنت ادَوس اَرضَاً لَم تُهدِينِي احتَرامِي ،
ورَجُلاً تقَدس فِي تَقديم نَفسَه للحَياه ،
فأهَديتهَم غيَاباً طَويل ، يلَيق بمَكَانة العَزاَء الذَي احمَل ،
مَشَيت عَلى وجَعي ذهَاباً وايَاباً ، ذهَاباً وايَاباً ، لأذَكرَك يا امَرأه اننَي حَين اتحَدث اليك لا اتحَدثُ مِن فَراغ ،
انا لا اُرَبت علَى ظَهرك لأجَعلَكِ كالطَفل المُعلق على كَتفي
انَا اُذَكَرك بأنَ خاتمَة النَسَاء العَربيَات كَانت وَاحده ،
حَددت خَيبتَهن مآسَي العَروبه والرجَال معَاً ،
إنِي اُخبرَك يا امَرأه عَن حُب منَقوص ،
أطَرافه بُترَت وانَسحَبت بكَرامَتها بعيداً عنه ،
عَن حُب كَان دائري ، لا يحمَل الا وجَهاً واَحد ،
نَدور فِيه واكَفنا مفتَوحه وجَافه ، لا نَمَلك خَياراً فِي الإلتَفَاتِ لغَيره ،
سمَعت الكَثير ممَن يتحَدث عَن عَارك وعَن عوَرتك وعَن عِطرك ووَجَهك وكَفَك وعَذريَتك
عَن شَرَفك ومَاضَيك ومُستَقبلك وعَينيك وشَعرك وحتى اضافَرك
سَمَعت الحَديثَ يغتَابك ، والنَميمَه تنمُ عنَك كَثيراً ، حتَى دعَوتَ الله لَها بالجَحيم
سمَعت الافَواه الفَضَفَاضه تلَوكُ جَسَدك ،
والأيَدي المُتطَاوله ، تُكممَك / تُكفِنك بالسَوَاد حَيناً ، وتُعرِيكِ حَيناً آخر ،
يا امَرأة ، الحَياة لَيست منَ خيارَاتها المُتوَفره ،
لا تَبكِ حُزنَاً ياحَبيبَتي ، فَلا رَجُل جَثى علَى رُكبتيه ليلتقَط دمَعَتك قَبل ان تَسقط
هَاتِ يدِيك ، امَنحك جَوَلة تَحتَ المَطر ، تغَسل عَنك سَقمَك ،
واذيَقك حَلَوى بنَكهة التَوت ، صُنَعت لأجَلك ، لأجَل الطِفلة التَي تسَكنك
لأرُشَك برذاَذ العَطر ، لتَصحو النشَوة فِي داَخَلك / يصَحو عُنفوانك

حَدثَيني !
كَيف تُرديَن ان نبَدأ فِي الحَياة مِن جَديد ،
كَيف لَصَفحتَك البيضَاء ان تَبدو ؟
أي طِفلَة تُريديَن ان تُبعَث من جَديد ،
قَيسَي مُحيط اَحلامَك ، وطُوَل مُستَقبلك ،
لأمنَحَك مُوديَلاً يَليق بِكِ ، بكرآمَتَك ،

سَأخيطُ لَكِ بيَدي هَاتيَن فرَحَتَك ، واهَديك وَشَاحَاً من الارَاَده يَحَميك وعَثاء طريقك
سأحَمل حُزنَكِ مَعي ، فِي حَقيبتَي ، بعَيداً عَنَك ،
سأتَحَايل عَليه ، حتَى أُلقيه في مُنتَصف الزَحَام لَيضَيع فلا يَعود اليك
دعَينَي امَحَو الأذَى عَن طرَيقَك ،
فَأكَون عَامَلة نَظَافَة للمَاضِي ، امَسَح سَوادَه عَن زُجَاجك
وطَبيبَه تُحَسن تخَدير قَلبَك بمَورفين السكَينه
وجَليسَة لَـ رُوحَك ، فلا تَعَودي لَوَحدتَك وصمَتك ولا تتكَالب علَيك اشَباح الحنين ،
،

هَاتِ يَدك اُداَويكِ يا امَرأة حَزينه ، تُذكَرنَي كُل يَومٍ انَي إمَرَأه