لأن لهم طبيعة خاصة تجعل سلوكهم وتصرفاتهم مختلفة‏,‏ وربما ينفرون من الاختلاط بالآخرين‏,بل ويظهرون ردود فعل غير معتادة عند تعاملهم مع الناس أطلق عليهم أطفال التوحد.

وللاهتمام بهم نظم اتحاد الأطباء العرب ـ لجنة الإغاثة والطوارئ ـ بمركز معاك لذوي الاحتياجات الخاصة بالسيدة زينب ندوة حول استخدام الفنون مع هؤلاء الأطفال, حيث أوضحت د. سماح قاسم مدرس مساعد التربية الخاصة بكلية التربية جامعة حلوان أن التوحد أو ما يطلق عليه الذاتوية يعد إعاقة متعلقة بالنمو, وتظهر خلال السنوات الثلاث الأولي من عمر الطفل نتيجة اضطراب الجهاز العصبي, ويصيب واحدا من بين500 شخص وتزداد نسبة إصابته بين الاولاد عن البنات بنسبة14% وليس له علاقة عرقية أو اجتماعية, ويلاحظ أن40% منهم يقل معامل ذكائهم عن(50-55) وأن حوالي30% منهم يصل معدل ذكائهم بين(50 و70) ويتناقص أكثر مع حوالي20% منهم.
وأضافت د. سماح أن هؤلاء الذاتويين يتميزون بسلوكيات غريبة حيث يؤثر التوحد علي النمو الطبيعي للمخ فتتأثر سلوكياتهم وتفاعلاتهم الاجتماعية ومهارات التواصل غير اللفظي مع الآخرين, وفي الارتباط بالعالم الخارجي, وتظهر منهم تصرفات غير طبيعية كأن يرفرفون بأيديهم بشكل متكرر, أو يهزون أجسامهم بشكل متكرر, أو يظهرون ردود فعل غير طبيعية, كأن يلعب الطفل بسيارة معينة بشكل متكرر دون محاولة التغيير إلي سيارة أخري, أو اظهار سلوك عدواني تجاه الذات أو الآخر.
وتشير د. سماح إلي أن متلازمة أسبرجر تعد من الاضطرابات النمائية أيضا, وهي إعاقة ذات أصول تكوينية بنيوية وخلقية الولادة أي موجودة عند الميلاد ولا تكتشف مبكرا إلا بعد فترة نمو عادي قد تمتد إلي عمر من4-6 سنوات, وتصيب الأطفال ذوي الذكاء العالي أو العادي, ونادرا ما يصاحبها تخلف عقلي بسيط وبدون تأخر في النمو اللغوي, أو المعرفي, لكن يتميز بقصور واضح في التعامل مع المجتمع مع سلوكيات غريبة واهتمامات محددة غير عادية وغياب القدرة علي التواصل غير اللفظي, وعدم القدرة علي التعبير عن العواطف والانفعالات أو المشاركة الوجدانية, مشيرة إلي أن تشخيصها صعب, وليست هناك احصاءات دقيقة حوله وتنتشر بين الذكور أكثر من الاناث.



وأكد أحمد فرج مدير المركز ضرورة اكتشاف الموهبة عند هؤلاء الأطفال, مشيرا إلي أنواع الذكاء ما بين اللفظي( اللغوي) والبصري المكاني والموسيقي والجسمي الحركي والتأملي الذاتي والتواصل التعاوني. وأشار الي أن الاخصائيين النفسيين وفريق العمل الموحد بالمركز يعمل علي متابعة هؤلاء الأطفال, وتحديد نوع ذكائهم, فإذا كان من النوع الموسيقي فإن الفنون التي تتناسب معه هي الرسم والعزف والغناء, وإذا كان المنطقي الرياضي فالأرقام والحسابات تناسبه, وأما إذا كان ذكاؤه جسميا حركيا فالرياضة والألعاب تناسبه وهو أمر يعتمد علي متابعة الأسرة والاخصائي النفسي الذي يتابعه