انْشُودَةُ الوِحدَة د مختار محرم

ثر أَيُّهَا الشِّعرُ وَلْتُرْسِلْ إِلَـى قَلَمِـي أُنْشُودَةَ النَّصْرِ وَاكْتُبْ نَصَّهَـا بِدَمِـي
وَاعْزِفْ لِحُبِّ بِـلَادِي أَلْـفَ أُغْنِيَـةٍ وَارْسُم شِعَارِي وَأَشْعَارِي عَلَى عَلَمِي
وَانْظُمْ قَصَائِدَ عِشْقٍ فِي هَوَى وَطَنِ الْأَمْجَـادِ وَالنُّـورِ وَالإِلْهَـامِ وَالْكَـرَمِ
نَحْنُ الشَّبَابُ الَّذِينَ الْيَومَ قَدْ نَهَضُـوالِيَسْتَعِيْـدُوا وَيُحْيُـوا رِفْعـةَ الْقِـدَمِ
جِئْنَا مِن الْأَمْسِ نُهْدِي فَجْرَنَـا لِغَـدٍوَنَسْتَبِيـحُ دِمَـاءَ الْجَهْـلِ وَالسَّقَـمِ
نَمْضِي بِحُبِّكِ يَا أَرْضَ الصُّمُودِ إِلَـىمَرَافِـئ الْأَمْـنِ وَالْإِيْمَـانِ والشِّيَـمِ
نَجْنِـي هَـوَاكِ أَكَالِيـلاً وَنَنْثُـرُهَـامِلْءَ السُّهُولِ وَفِي الْوُدْيَـانِ وَالْأَكَـمِ
دُرُوبُنَا الْيَومَ فِـي عَـزمٍ سَنَقْطَعُهَـالِرَفْعِ رَايَاتِنَـا فِـي أَشْمَـخِ الْقِمَـمِ
وَعُـمْـقُ إِيْمَانِـنَـا بِالله يُبْعِـدُنـاعَن هُوَّةِ التِّيهِ وَالإِسْفَـافِ والْعَـدَمِ
وَكُـلُّ مَـنْ رَامَ إِنْقَاصًـا لِعِزَّتِـنَـايَقُـودُهُ شَـرُّهُ دَوْمًـا إِلَـى النَّـدَمِ
سَيَلْبَـسُ الـذُّلَّ أَثْـوَابًـا مُمَـزَّقَـةًوَيَجْرَعُ الْخِزْيَ فِيْ كَأْسٍ مِـنَ النِّقَـمِ
وَيَكْتَـوِي بِلَهِيـبِ الْغيـرَةِ انْطَلَقَـتْمِلْءَ النُّفُوسِ الَّتِي فِي ثَـوْرَةِ الْحِمَـمِ
جُمُوعُنَا حُرَّةٌ فِـي الْأُفْـقِ صَارِخـةٌبِأَنَّنَـا أُمَّـةٌ مِـن أَعْظَـمِ الْأُمَــمِ
وَلَاؤُنَــا كُـلُّـهُ لِـلـهِ خَالِقِـنَـالِوحـدَةِ الْأَرضِ وَالْإِنْسَـانِ وَالْقِيَـمِ
بِوحْدَةِ الْيَمَنِ الزَّاهِـي قَـدِ اكْتَمَلَـتْأَفْرَاحُنَـا وَبَنَيْنَـا قِـمَّـةَ الْـهَـرَمِ
صَنْعَاءُ يَا قَلْعَةَ التَّارِيخِ هَـا هُـو ذَاعَصْر الحَضَارَةِ وَالْأَمْجَـادِ فَابْتَسِمِـي
شَرَاذِمُ الشَّرِّ وَلّـتْ لَا رُجُـوعَ لَهَـاوَمَوْكِبُ الْخَيرِ يَخْطُـو ثَابِـتَ الْقَـدَم
مَوَاكِـبٌ تَمْـلَأ الدُّنْيَـا بِرَوْعَتِـهَـاتَفْدِيْكَ يَـا وَطَـنَ الْإِيْمَـانِ وَالْحِكَـمِ
تَحِيَّةُ الْحُبِّ قَدْ جَاءَتْـكِ مـن عَـدَنٍتَشْدُو بِلَحْـنِ وَفَـاءٍ فِيـكِ مُنْسَجِـمِ
هَيَّا ارْفُلِي فِي ثِيَـابِ الْمَجْـدِ زَاهِيَـةًبِرَوْعَـةِ الْحَـقِّ وَالْآَمَـالِ وَالْهِمَـمِ
قَدْ أَشْرَقَ النُّورُ فِـي أَيَّـارِ يَغْمُرُنَـاآَيَاتُـهُ سَـوْفَ نَتْلُوهَـا بِـلَا سَـأَمِ
أَعْرَاسُ تشْرِينَ فِي أَيْلُولَ قَدْ وُلِـدَتْوَرَفْرَفَ النَّصْرُ فِـي رَدْفَـانَ كَالْحُلُـمِ
فَلَحْجُ عَانَقَـتِ الْبَيْضَـاءُ وَاتَّحَـدَتْذَمَارُ فِي عَتَقٍ شَمْسَـانُ فِـي نُقُـمِ
وَاسْتَبْشَرَتْ كَمَرَانُ الْيَـومَ سَاهِـرَةًوَفَوْقَ سُوْقَطْـرَة الْأَفْـرَاحُ لَـمْ تَنَـمِ
وَلِلْمُـكَـلَّا تَـرَاتِـيْـلٌ تُـرَدِّدُهَــاوَإِبُّ تَعْـزِفُ لَحْنـاً سَاحِـرَ النَّـغَـمِ
قَدْ أُعْلِنَتْ فِي رِحَابِ الْكَـونِ وحْدَتُنَـاكَمَشْرِقِ الشَّمْسِ يَجْلُو أَحْلَـكَ الظُّلَـمِ
فَمَنْ يُغَالِطُ نُورَ الشَّمْـسِ إِنْ طَلَعَـتْفَـذَاكَ فِـي غَيِّـهِ كَالْعَابِـدِ الصَّنَـمِ
أَرْضُ السَّعِيْدَةِ يَا مَهْدِي وَيَـا كَفَنِـيأَقْسَمْـتُ بِاللهِ رَبِّـي أَغْلَـظَ الْقَسَـمِ
بِـأَنَّ كُـلَّ عَـدُوٍّ غَــادِرٍ نَـهِـمٍرُوْحِي سَأَبْذُلُهَا فِـي حَرْبِـهِ وَ دَمِـي
وَمَـنْ أَرَادَ بِنَـا تَمْزِيـقَ وَحْدَتِـنَـاحَتْمًا سَنَجْعَلُهُ كَاسْـمٍ بِغَيـرِ سَمِـي
فَوحْدَتِـي شُعْلَـةٌ لِلنُّـورِ تَحْرُسُهَـاعِنَايَـةُ اللهِ وَالْإِيْمَـانُ مُعْتَصَـمِـي
أَنَا ابْنُكِ الثاَّئِرُ الْإِنْسَـانُ مِـنْ سَبَـأٍيَحْلُو - لِيَحْيَا كَرِيْمًا مَوْطِنِي - أَلَمِـي
أَمْضِي عَلَى الدَّرْبِ أقْفُو خَطْوَ ذِي يَزَنٍفَالْأَرْضُ مُبْتَدَئِـي وَالْأَرْضُ مُخْتَتَمِـي
وَحِيْنَ أُسْأَلُ عَنْ تِلْكَ الَّتِـي أَسَـرَتقَلْبِي وَفِي حُبِّهَـا مُسْتَعـذَبٌ كَلَمِـي
أُجِيبُ أُنَّ اسْمَهَا فِي الْقَلْـبِ أَحْرُفُـهُيَاءٌ وَمِيْـمٌ وَنُـونٌ نُورُهَـا بِفَمِـي
عَلَى حُدُودِكِ مُخْتَـارًا أَسَلْـتُ دَمِـينَـارًا تَصُـدُّ فُلُـولَ الغَـدْرِ وَالنَّهَـمِ
تَحْمِي الْهَوَاءَ الَّـذِي رَقَّـتْ نَسَائِمُـهُمِنْ جَورِ طَاغِيَـةٍ أَوْ غَـدْرِ مُقْتَحِـم
فَبَارِكِـي هِمَّتِـي أُمَّـاهُ وَاجْتَمِعِـيلَآَلِئُ الْمَجْدِ فِي عِقْدِ الْحِمَى انْتَظِمِـي