ياشِعرُأنتَ صورَةُ كُلَ اِنسانِ

فيكَ المَدحُ والذَمُ
وَفيكَ عِلّوا ألشآنِ
رَفيقَ ألنآي في مَرثية الآحباب
وآخا ألعصافيرِ زَقزَقةً
في شَدّو ألأغاني
لكَ في سوحَ الوغى أرجوزَةٌ
وَفي سِكونِ الليلِ
تــَجمَعُ فيكَ الاماني
آسقَطتَ عروشاً في بحورِك غرقاً
وَتــَسلطنت قــَوافيك
عِندَ أقــبية الحــُكامِ
تَهوي الى فَجرِكَ النَفسُ شَوقاً
لِترُسِمَ أطلالَة فيافيكَ زَيتيةً
وَتُمسي سُريالية التَآصيلِ
وَحينَ يَسود الصَمتُ في حَرم الجَمال
تـَسمو بــُحورَكَ شـَغفاً
فـَتُنزِلَ التـَشبيه على التـَمثيلِ
وَحينَ يُلقِّحُ خـَيالكَ فـِكري
أستَبيحُ عُذرية الليل
وَأشُقَ غــِبارَ السِكونِ
حـينَ اُمسِكُ بِأطرافِ حريرِ خيوطكَ
يـَنتابني شــِعور الخـُيلاء
فـَأبرُمَ حولَكَ شـَراييني

في صـَدرِكَ الرؤيا غامــِضَةٌ
وَعِندَ ورودِ عـَجزِكَ
يَكتـَمِلُ التـَضليلِ
يـُخالُ اليّ أنكَ تـُشبِهُ حـَبيبتي
في مَــدِها وَفير العـَطاء
وَفي جـَزرِها تـَقصيرٌ مـُبينِ
اُراهِنُ ياشِعرُ بِأنكَ وِجدتَ لأجلِها
فَفيكَ أساليبُ البَلاغَةَ مُتعَةٌ
وَفيكَ رَوائع التَبطينِ
وَلَك في الهمسِ أعجوبَة سـَجَعٍ
تـُدَغدِغ شِعورَ الحـَبيب
فَيذوبَ جَليدُها المُستـَحيلِ
في مـَجازِكَ اُحـسِنُ التـَعبير
وَفي جـَزلِكَ عِذوبَةٌ
كـَسّيلَ رِضابٍ مـَعسولِ
ياسَيفً شِهَرتَهُ في حـُب حـَواء
وَأجزَلتُ به وَصفها
وَأنحَنيتُ لها بِسَجَعي راضياً
حـَتى سَمِعت بِأذانِها أنينِ
فـَخُذني ياشِعرُ لِبابِ دارِها
وَزَملني بِرَث الثياب
وقل لها أنظري لِهذا المُسجى
قد ذَبَحهُ بُعدَكِ بِغيرِ سِكينِ
قـُل لَها بِمـَقدورَكِ اِحياءهُ
بـِقُبلَةٍ سـاحِرَة المـَذاق
كما فـَعلت اُوديت لِسِكفرينِ
علي الكــَرخي