السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذالك الفتى التائه في قلب الصحراء بين دولته ودولة مجاوره دعته ظروف الحياة لقطع المسافات كي يختبئ خلف الرمال من نكد العيش في بلده وسوء الحال الامني هناك
تتسابق احلامه مع خطاك بسلسلة الاحلام النهارية التي تنسيه تعب السير وظمأ الهجير
تارة يتوصد (شماغه) ويفترشها ليأخذ قسط من الراحة وتارة يربطها على رأسة وكأنه
يجمع الأفكار في حزمة كيف تكون وجهته نحو أمل مجهول المصير . تتوالى الساعات
وتنقضي الايام ومخزون قوته اوشك على الانتهاء .نصححه تفكيره ذات مساء على انوار خافته في مرمى عينيه كي يأخذ من هناك ماء ه وزاده وهي تقع في نطاق حدود الدولة المجاوره . ظل يركض بشجاعة الامل وقوة الحياة. الضوء لا يقيس المسافة .كان يظن انه سيصل قبل طلوع الفجر, ولكن الحظ شاء غير ذالك, سطع الفجر واختفى النور ووصل أمجد الى المكان فلم يجد شيئ سوى بقايا اثر لرعاة رُحل لم يجد هناك سوى قربة ماء

اخذ امجد قربة الماء وشر ب حتى ارتوى ثم حمد الله ,افترش شماغه ليأخذ انفاسه من تعب السير وراح يحفر في الارض مع تساؤلات كثيرة تتسارع في ذهنه .اين انا ؟والى اين اسير ؟تذكر امه الارملة واخوانه الصغار. كيف حالهم الان. وراح يجهش با البكاء دموعة تسابق تنهيدات قلبه المحروق, وجسده المتعب يتمعن في حذئه الممزق وخرائط العرق على ملابسه . ذهب تحت ظل شجرة صغيره وجد هناك بساط من الخزف المتأكل من حر الشمس. استلقى عليه لينام حتى استيقظ مع الظهيره . قام وتيمم ثم صلى الظهر والعصر معاً . وراح يطوي المسافات والجوع ينذره كلما قطع المسافات , هنا بدأت اشياء كثيره تتكالب عليه الجوع وقرب الظلام والعطش والصحراء ووحوشها ....ثوان تطول وساعات أطول وإحمرار سماء الغروب تسود خطوطه . ليجن الظلام على أمجد وتتقاصر خطاه ويبلغ الجوع والعطش مداه , ,وتتعالى انفاسه التي تختفي شيئا فشيئ ليرتمي على الرمال عاضا بأسنانه على شماغه , وكأنه يريد أن ينتقم من نفسه لنفسه .وتدور بداخله لحظات موت بداخله لمسها من بين ذرات الرمال الصحراوية. . تقطعت آمال أمجد بعد أن لفت يمينا ويسارا لم يجد بصيص أمل يهتدي إليه ذهب يدعوالله ويندب حظه ويدعو على من كان السبب في تهجيره ينادي دعوات أمه كي تخرجه من محنته مضت ساعات وبدأ جفاف الحلق يخنق أمجد وغثيان فارع يتصارع في داخله نهض وحاول أن يواصل الطريق لكنه لايدري إلى أي جهة وفجأة رأى ضوء سيارة ظن أنها بعيده لأنه كان يرى النور خافت والسبب أن عيناه بدأ نورها يضعف كلما أشتد جوعه . فتح عينه ليرى أن فرج الله قرب منه .استبشر.... إنها سياره وبدأت ألآمال تراوده با لحياة وأثناء إستعراض أمجد لأحلامه وأمل الحياة صوبت إليه طلقات نارية لترديه قتيلا. من من؟؟ إنها سيارة حرس الحدود..وهكذا انطوت صفحة أمجد بين قسوة القريب وخساسة البعيد بين حاكم نفاه وجار أجهض على ما تبقى من حلمه وتوزع دمه بين قاتل مجهول وحاكم ظالم وظروف لا تعرف الرحمه...