الى من بدونها ما عرفت للنور طريق
الى التى تمنت لى الحياه وتمنبت لها الموت
الى التى اعطتنى كل ما تملك ولم اعطيها أرخص ما املك
الى التى جاعت من اجل ان تطعمنى وأكلت انا دون ان اعطيها قطعه واحدة من رغيف خبز ضئيل
الى امى
جحود لست ادرى من أين جئت به لم أتذكر يوما قبلت فيه يدها ...
لم أتذكر يوما تلفظت فيه بكلمه رقراقه لها ....
لم أتذكريوما جئت لها بهديه ولو كانت بثمن بخث...
لم أذكر يوما دافعت فيه عنها أمام اشقائى ..
كنت سبابا لها وكانت هى داعية لى بالهدايه ...
كنت دائما اضربها لتنفيذ طلباتى وكانت دائما تنفذها بصدر رحب ...
كنت ادعوا عليها بالموت ..وكانت تدعوا لى بالحياة
كنت أذمها ..وكانت تمدحنى ..
كانت اذا مرضت لم يرق لى قلب وكنت دائما انظر اليها شذرا كأنها من اعدائى
واذا مرضت انا سهرت هى الليالى ولم تجف لها عين ولم يصمت لسانها ابدا كانت تدعوا لى بالشفاء
وذات يوم علمت انها مرضت بمرض خبيث وأصبحت غير قادرة على فعل أى شىء وأن فعلت لم تتقن الشىء الذى فعلته
تغير حالها تماما بعد ان كانت زهرة تضىء بستان اصبحت غيام الليل أصبحت طريحة الفراش لا تنام الليل من شدة الألم
ومازال قلبى جاحدا لم يرق بعد لتلك الألام والأهات لم احضر لها دواء يخفف من تلك الألام ... وفى يوم من الايام طلبت منى ان اذهب معها الى طبيب قد ذاع صيته ومهارته فى هذا المرض اللعين وفى هذا اليوم كان جميع اشقائى منشغلون بحياتهم التى هى اهم عندهم من امهم ...فى هذة اللحظه وهى النذوة الاولى التى رق فيها قلبى وافقت ان اذهب معها.... وفى عيادة الطبيب طلب خلع ملابسها للكشف عليها .... رفضت وبشده لان الاشمئذاذ قد اصابنى لقد ذهبت نذوة الرقه ...
أتى الطبيب بالممرضه وخلعت ملابس امى ... وبعد أن انتهى... قال لابد لها من أجراء عمليه فورا ..
سألت من باب الفضول خير يا دكتور؟
قال بصوت ينذر برحيل انسان :مرض خبيث قد تمكن من الكبد ..
لم أعير له اى اهتمام
أنصرفنا ..وبعد عدة أيام رحلت أمى وياليتها ما رحلت .. شعرت بأننى حيوان تجرد من كل مشاعره ..جلست أوبخ هذا القلب الجاحد وأقول له من ماذا صنعت ؟أصنعت من حديد صلب أم من الحجارة ؟
مرت السنون وتزوجت وأنجبت ويا ليتنى ما تزوجت ويا ليتنى ما أنجبت ... مرضت بهذا المرض اللعين ولم أتألم منه مثلما تألمت من جحود أبنائى فقد حصدت ما زرعت