وضع الطلاب فى الثانوية العامة ، فترة الثانوية العامة


لماذا يتعثر بعض الطلاب فى هذه المرحلة بالذات على الرغم من تميزهم الدراسى السابق ؟ ولماذا يعجز بعضهم عن المذاكرة وحضور اليوم الدراسى أو الدروس الخصوصية على الرغم من عدم وجود أسباب ظاهرية لذلك ...؟ ولماذا يعجز بعضهم عن دخول الامتحان على الرغم من استعداده الجيد له ؟... ولماذا يتوقف فريق منهم عن استكمال أداء الامتحان بعد حضور مادة أو مادتين ؟..

لماذا تضطرب علاقة الطالب بأسرته أو العكس ؟... لماذا يميل الكثير من الطلاب إلى النوم الكثير ليلاً ونهاراً ؟.. ولماذا تكثر اضطرابات المعدة والقولون ( غثيان , قيء , إسهال , انتفاخ , سوء هضم , اضطراب شهية ) .؟
ولماذا تكثر الالتهابات الجلدية ( الحكة , الإكزيما , الهربس , الدمامل ) ؟
الإجابة السطحية النمطية المتعجلة سهلة وبسيطة : إنه القلق لدى الطالب ولدى أسرته يؤدى الى كل هذه المشكلات الصحية والنفسية والاجتماعية .. أليست الثانوية العامة مرحلة دراسية هامة وهى بمثابة عنق الزجاجة الذى ينحشر فيه الطالب ( ومعه أسرته ) لكى يخرج بعدها الى المرحلة الجامعية أو لا يخرج .
وإذا حاولنا أن نغوص بعض الشيء نقول بأن مشكلة الثانوية العامة فى بلادنا أنها مرحلة دراسية مصيرية تحدد مستقبل الشاب فى سنوات عمره المقبلة ( إلى حد كبير ) ومع هذا فهى تأتى فى مرحلة المراهقة , تلك المرحلة التى تتسم بالتقلبات الانفعالية والفكرية وتتسم بالتمرد والعصيان ومحاولة إثبات الذات من خلال مخالفة كل ما هو سائد ومطلوب لدى الأسرة أو المجتمع , والطالب ( المراهق ) ربما يستخدم الحالة الدراسية لكى يلوى بها ذراع أسرته ’ أو يستخدمها مادة للعناد ( لن أذاكر لكى أغيظكم ) أو المساومة ( إذا أردتم أن أذاكر فاشتروا لى " الموبايل " الذى أرغبه أو السيارة التى أتمناها ) أو التهديد ( والله لو لم تكفوا عما تفعلوه معى فسأرسب فى الامتحان ) أو للعقاب ( انظروا هذه نتيجة أخطائكم في تربيتي ... لقد أدت إلى فشلى .. وانتم تستحقون ذلك .... إنك أب فاشل ... وأنت أم فاشلة ) أو للعدوان السلبى ( حيث يبدو الطالب لا مباليا مبتسماً على الرغم من تدهوره الدراسى بينما يبدو الأب أو تبدو الأم فى حالة من القلق الشديد لما يحدث للابن ) .