[size=32]فلسفة الحياة / إيليا أبو ماضي


أيّهــذا الشّـــاكي ومــا بــك داء ــــــــــ كيف تغدو إذا غدوت عليــلا؟
إنّ شرّ الجنــاة في الأرض نفس ــــــــــ تتوقّى، قبل الرّحيل ، الرّحيلا
وترى الشّوك في الورود، وتعمى ــــــــــ أن ترى فوقهــا النّدى إكليــلا
هو عبء علـى الحيـــاة ثقيــــل ــــــــــ من يظنّ الحيــاة عبئًـا ثقيــلا
والذي نفســــه بغيــــر جمـــــال ــــــــــ لا يرى في الوجود شيئًا جميلا
ليس أشقى مّمن يـرى العيش مرًّا ــــــــــ ويظـنّ اللّــذات فيــه فضـــولا
أحكم النّاس في الحياة أنــــاس ــــــــــ عللّـوهــــا فأحسنـــوا التّعليـلا
فتمتّع بالصّبــح مـــا دمــت فيــه ــــــــــ لا تخف أن يزول حتى يزولا
وإذا مــــا أظـــلّ رأســك هــمّ ــــــــــ قصّـر البحث فيه كيلا يطـولا
أدركت كنهها طيـور الرّوابــــي ــــــــــ فمن العـار أن تظــل جهــولا
ما تراها والحقل ملك سواهـــــا ــــــــــ تخذت فيـــه مسرحًــــا ومقيلا
تتغنّى، والصّقر قد ملك الجــــوّ ــــــــــ عليهــــا ، والصائدون السّبيلا
تتغنّى، وقــد رأت بعضهـا يؤخذ ــــــــــ حيًّــــا والبعض يقضــي قتيــلا
تتغنّى ، وعمرهــا بعض عــــام ــــــــــ أفتبكي وقد تعيـــش طويـــــلا؟
فهي فوق الغصون في الفجر تتلو ــــــــــ سور الوجــد والهــوى ترتيلا
وهي طورا على الثرى واقعـات ـــــــــــ تلقط الحــبّ أو تجـرّ الذيــولا
كلّما أمسك الغصـــون سكــــون ـــــــــــ صفّقـت الغصــون حتى تميـلا
فـإذا ذهّب الأصيـــل الرّوابـــي ـــــــــــ وقفت فوقهــا تناجــي الأصيــلا
فأطلب اللّهو مثلما تطلب الأطيار ـــــــــــ عنـد الهجيــر ظـــلاّ ظليـــــلا
وتعلّــم حــبّ الطلّيعـــة منهــــا ـــــــــــ واترك القــــال للورى والقيـلا
فالذي يتّقــــي العـــواذل يلقــــى ـــــــــــ كلّ حين في كلّ شخص عذولا
أنـــت لـلأرض أوّلاً وأخيـــرا ـــــــــــ كنـت ملكًا أو كنت عبدًا ذليـلا
لا خلود تحت السّمــــاء لـــحيّ ـــــــــــ فلماذا تــراود المستحيـــلا ؟..
كلّ نجـم إلى الأقـــوال ولـــكنّ ـــــــــــ آفة النّجم أن يخـــاف الأقــولا
غاية الورد في الرّياض ذبــول ـــــــــــ كــن حكيما واسبق إليه الذبولا
وإذا ما وجدت في الأرض ظلاّ ـــــــــــ فتفيّأ بـــه إلــــى أن يحــــــولا
وتوقّــع ، إذا السّمـــاء اكفهرّت ـــــــــــ مطـــــرًا يحيــــي السّهــــــولا
قل لقــوم يستنزفـــون المـــآقي ـــــــــــ هل شفيتم مع البكـــــاء غليـلا؟
مــا أتينــا إلى الحيـاة لنشقـــى ـــــــــــ فأريحوا ، أهل العقول، العقولا
كلّ مــن يجمـع الهمـــوم عليه ـــــــــــ أخذتــــه الهمـــوم أخذًا وبيـــلا
كن هزارًا فـــي عشّه يتغنّــى ـــــــــــ ومـــع الكبل لا يبالـي الكبــولا
لاغرابًا يطارد الدّود في الأرض ــــــــــ وبومًا في اللّيل يبكي الطّلولا
كن غديرًا يسير في الأرض رقراقًا ـــــــــ فيسقــي من جانبيه الحقـولا
تستحم النّجــــوم فيـــه ويلقــــى ـــــــــــ كلّ شخص وكلّ شيء مثيــلا
لا وعــــاء يقيّد المـــاء حتّــــى ـــــــــــ تستحل الميـــــاه فيه وحـــولا
كن مع الفجر نسمة توسع الأزهار ـــــــــــ شمّــــا وتـــارةً تقبيــــــلا
لا سمومًا من السّوافي اللّواتـي ــــــــــ تملأ الأرض في الظّلام عويلا
ومع اللّيل كوكبًا يؤنس الغابات ـــــــــــ والنّهر والرّبــــى والسّهــولا
لا دجى يكره العوالم والنّـــاس ـــــــــــ فيلقي علــى الجميـــع ســدولا
أيّهذا الشّــــاكي ومــــا بك داء ـــــــــــ كــن جميلا تر الوجود جميـلا
[/size]